الثلاثاء، 29 ديسمبر 2009

هاقد تكلّموا فما نحن فاعلون؟!

janvier 2009 / GAZA

أخيرا تكلم مجلس الأمن وأصدر قراره المفترض أن يكون الزاميا حسب القانون الدولي ومواثيقه التي لم تعد تعتبر أكثر من كونها قصاصات من الورق يقفز عليها من طاب له ذلك ومتى شاء ، تكلم مجلس الأمن وتكلم من بعده أولمرت وأتباعه ولكن بأكثر جرأة وأشد لهجة.. لقد قرروا بكل بجاحة إعطاء الضوء الأخضر لمزيد من الجرائم التي تحصد أرواح الأطفال والأبرياء منذ أسبوعين وبرعونة أخلاقية غير مسبوقة.
ماذا سنفعل بعد هذا إذن ؟ …لقد أقر الجميع ببطولية ممثلينا الذين حضروا الجلسة الأخيرة لمجلس الأمن الدولي حين أصرّوا على رفضهم تأجيل موعد التصويت ، فضلا على أن القرار الحاصل على أغلبية أربعة عشر صوتا مقابل امتناع عضو واحد هو الولايات المتحدة الأمريكية قد جاء في صيغته ملبيا لجميع مطالبهم التي أخذتهم الى نيويورك ، لكن العجيب في الأمر أنهم لم يحسبوا للتعنّت الصهيوني بعد نفاذ القرار أي حساب ، وإن كانوا على علم بذلك وهو المحتمل، فإن السؤال يبقى مطروحا: ماهم الآن فاعلون ياترى؟!!!.
تحدّث البعض عن احتمال وارد في الأفق يتعلق بفتح جبهة من الشمال من طرف حزب الله وعززّ ذلك خطابات نصر الله الشديدة اللّهجة، ومن بعدها صواريخ الكاتيوشا التي فاجأت المستوطنين من جنوب لبنان هذا من جهة .ومن جهة أخرى صرّح الزعيم القذافي لوكالة الأنباء الليبية حسب مصادر صحفية أنه يرى بفتح الباب للمتطوعين العرب للقتال مع اخوانهم الفلسطينين ، وعلى غرار هذا وذاك تراكمت السيناريوهات المتوقعة للمرحلة التالية في استشرافات متباينة إلا أنه ومنذ البداية لم يطلب إخواننا في غزة كل هذا وقالوا :…فقط دعونا نقاوم…ألم يحن الوقت إذن للجوء إلى خيارات أخرى كنا قد أشرنا اليها؟ أم أن باب الرّدع ليس من صالحياتنا حين صرنا مقيدين بمختلف الصلات مع قريبتنا (اسرائيل)؟
لا يختلف اثنان في مدى تأثير المقاطعة الإقتصادية والسياسية للأعداء وحلفائهم لأن ذلك ثابت بالتجربة ، لكن المشكلة اليوم ليست في وقف تصدير الغاز أو طرد السفراء أو مقاطعة المنتجات، إن هذه الوسائل متوافرة لكن المحيّر حقا انها تستعمل في الإتجاه المعاكس ، وزيادة على ذلك لم نتمكن حتى من الاجتماع على كلمة واحدة وهو ما يثبته تماطل الحكام في عقد قمة ولو بشكليتها التي تيّقن منها كل العرب.
إنه لمن المخجل أن نرى تهافت القوى المختلفة على ترك بصماتها في هكذا قضايا، ولو كان في خانة صراع الأدوار في الشرق الأوسط إلا أننا الأولى بهذا فلنفكر بجدية في الأمر فقد بلغ السيل الزبى ، ولنعلم أن التاريخ يسجل لنا كما سجل لأجدادنا وقفوهم إنهم مسؤولون…


عبدالله شوتري
باحث في العلاقات الدولية
abdellah.choutri@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق